متي يصبح عمل المرأة مشكلة؟
مشاركة المرأة في عجلة التنمية أصبح ضرورة في دعم الاقتصاد
القومي فعمل المرأة يشكل جزءا من شخصيتها بغض النظر عما اذا كان العمل بهدف تحقيق مكاسب مادية أم لا.. ولكن متي يصبح عمل المرأة مشكلة؟
تقول الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس وعضو المجلس القومي للثقافة ان العمل ينعكس علي صورة المرأة بطريقة ايجابية تجعلها أكثر شعورا بالاستقلال والقدرة علي اتخاذ القرار وتسيير أمورها وأمور من حولها وعدم الاعتماد الكلي علي الآخرين مما يشكل في النهاية الشخصية المتكاملة السوية.
وتضيف ان الحرية الجديدة الناتجة عن العمل قد تغير من علاقة المرأة بذاتها وبالتالي من علاقتها بالرجل وفي المقابل من ادراك الرجل لها وما يترتب علي ذلك من تحول لادراكه لنفسه لا بوصفه سيدا مهددا في سيادته وإنما بوصفه شقا لا يجد كماله إلا في التقاء حر ووحدة خلاقة بشقه الآخر.
وتوضح انه ليس هناك تعارض بين عمل المرأة واستقرار أسرتها وراحة زوجها لأن المسألة بأكملها تحتاج إلي تنظيم وادارة للوقت وعلي المرأة أن تتفهم معني الوقت وكيفية ادارته وتقسيمه وتقيم نوعا من التوازن بين عملها خارج المنزل وعملها داخله من تدبير شئون المنزل وتربية الأبناء ورعاية الزوج واذا كان هناك اتفاق بين المرأة وزوجها علي الخروج للعمل وكان الزوج مقتنعا بالدور الذي تقوم به زوجته فلن يتسبب عملها في حدوث أية مشاكل.
ولكن هناك بعض الظروف التي تجعل من عمل المرأة عائقا نحو اكمال دورها كأم وزوجة مما يجعل من العمل نمطا من المشكلات التي قد تنعكس علي حياتها الأسرية مثال ذلك اذا كانت طبيعة عملها تستدعي بقاءها في العمل في الفترات الليلية وبصورة منتظمة حيث يكون أفراد الأسرة في هذه الحالة يعيشون بمعزل عن مساهمتها واشرافها ومشاركتها لهم في حياتهم. كذلك قد يمثل العمل مشكلة بالنسبة للمرأة إذا كانت قدراتها وامكانياتها الخاصة لا تستطيع تحمل الجمع بين أعبائها المنزلية وأعباء العمل الذي قد يتطلب منها قضاء ساعات طويلة خارج المنزل أو السفر خارج المدينة بصفة دورية.
وتتفاقم هذه المشكلة وتزداد سوءا بالنسبة لهذه الفئة في حالة غياب الزوج أو انشغاله المستمر عن القيام بالمساهمة بقدر كافي في رعاية الأسرة والأبناء مما ينعكس علي قوام الأسرة وعلي شخصية الأبناء خاصة بالجوانب الاجتماعية والقيم التربوية.
وتنصح الدكتورة سامية الساعاتي المرأة بالجلوس مع الزوج ورسم خطة لراحة الأسرة وضرورة ايجاد بدائل وحلول مثل السكن القريب من الأهل ومحاولة الاستغناء عن السفر كذلك الاتفاق مع مديري العمل والزملاء وشرح ظروفها الاجتماعية بحيث لا يحدث أي خلل في نظام العمل والحرص علي العمل الجاد وعدم اضاعة أي وقت.